يظن البعض أن مشكلة تقوس الساقين مجرد مشكلة شكلية يمكن التعايش معها، لكن من يخوض هذه التجربة يعلم جيدًا مدى تأثيرها على الثقة بالنفس والحركة والحياة اليومية.
كانت معاناتي مع تقوس الساقين دافعًا قويًا لي للبحث عن حل جذري لهذه المشكلة، حتى وجدت في العملية الجراحية الأمل في استعادة مظهر طبيعي لساقين مستقيمتين.
في هذا المقال سأشارك تجربتي مع عملية تقوس الساقين الكاملة لعلها تكون دليلًا لكل من يفكر في خوض هذه الخطوة، كما سألقي الضوء على بعض المعلومات الهامة التي وضحها لي دكتور أحمد الجندي قبل العملية مثل مدة العملية ومدى خطورتها والمضاعفات المترتبة عليها.
ما هي عملية تقوس الساقين للكبار؟
عملية تقوس الساقين للكبار (Bow Legs Correction Surgery) هي إجراء جراحي يُستخدم لتصحيح انحراف محور الساقين عندما تكون الساقان منحنيتان للداخل أو الخارج بشكل غير طبيعي، مما يسبب مظهرًا غير متناسق ويؤدي إلى آلام المفاصل وصعوبة في الحركة مع مرور الوقت. هناك العديد من الأسباب خلف الإصابة بتقوس الساقين عند الكبار من هذه العوامل ما يلي:
- عوامل وراثية.
- نقص فيتامين D أو الكالسيوم الذي يؤدي إلى لين العظام.
- وجود إصابات أو كسور قديمة التحمت بشكل غير صحيح.
- خشونة أو تآكل المفاصل خصوصًا مفصل الركبة.
هل هناك خطورة من عملية تقوس الساقين؟
خلال تجربتي مع عملية تقوس الساقين وضح لي الطبيب أنه توجد خطورة تنطوي جراحة تقوس الساقين. كما شرح لي أهم العوامل التي تحدد خطورة هذا الإجراء والتي منها:
- خبرة الجراح: من الطبيعي أن تزيد احتمالية نجاح العملية في حال تمت العملية من قبل جراء عظام متخصص وماهر ولديه خبره في القيام بمثل هذه العمليات.
- صحة العظام والعمر: عادةً ما يحقق المرضى الأصغر سنًا والذين يتمتعون بصحة عظام جيدة نتائج أكثر نجاحًا.
- شدة التشوه: قد تتطلب التشوهات الشديدة أو المعقدة استخدام مثبتات أكثر تعقيدًا، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
- الحالة النفسية والجسدية للمريض: المرضى الذين يتمتعون بصحة بدنية ونفسية جيدة قبل الجراحة يتمتعون بفرصة أفضل لتحقيق نتائج سريرية جيدة.
ما أشهر مضاعفات عملية تقوس الساقين؟
مضاعفات عملية تقوس الساقين للكبار قليلة نسبيًا ومعظمها يمكن تجنبه أو السيطرة عليه عند الالتزام بتعليمات الطبيب والاختيار الجيد للجراح والمستشفى، مع ذلك من المهم معرفة المضاعفات المحتملة حتى يستطيع المريض تكوين صورة واضحة قبل الإقدام على العملية. من أبرز المضاعفات المحتملة:
- العدوى بعد العملية
قد تحدث التهابات سطحية في الجلد أو عميقة في موضع الجرح أو حول الشرائح والمسامير، هذه العدوى تحتاج إلى علاج متخصص باستخدام المضادات الحيوية أو التنظيف الجراحي البسيط.
- تأخر أو فشل التئام العظام
قد يتأخر التئام العظم في بعض الحالات خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين D أو هشاشة العظام، وقد يحتاج الأمر إلى تثبيت إضافي أو زراعة عظم.
- اختلاف بسيط في طول الساقين أو استقامتهما
في حالات نادرة قد ينتج عن العملية اختلاف طفيف في الطول أو زاوية الإستقامة، وغالبًا هذا الاختلاف لا يؤثر على المشي أو المظهر العام.
- الألم أو التيبس
بعد العملية قد يشعر المريض بألم أو تيبس في المفصل القريب، يزول هذا التيبس تدريجيًا مع جلسات العلاج الطبيعي والتمارين.
- الجلطات الدموية
قد تحدث جلطات في أوردة الساق بسبب قلة الحركة بعد العملية، ولهذا يُنصح المريض بارتداء جوارب ضاغطة وتناول مميعات دم حسب وصف الطبيب.
- مشاكل في الشرائح أو المسامير
قد يشعر المريض بإنزعاج من أدوات التثبيت بعد فترة من الالتئام، وقد تستدعي الإزالة الجراحية بعد عدة أشهر.
- تهيج الأعصاب أو التنميل المؤقت
هي أحد المضاعفات المزعجة التي وضحها لي الطبيب قبل الإجراء خلال تجربتي مع عملية تقوس الساقين، حيث ذكر لي الطبيب أنه في بعض الحالات النادرة قد تتأثر الأعصاب القريبة من منطقة الجراحة، مما يسبب تنميلًا مؤقتًا يزول تدريجيًا.
على الرغم من هذه المضاعفات المحتملة قد تبدو مزعجة، إلا أن عملية تصحيح تقوس الساقين آمنة ونتائجها ممتازة في معظم الحالات خصوصًا عند إجرائها بتقنيات حديثة وتحت إشراف فريق طبي متخصص.
ما الذي يحدث في الفتره ما بعد عملية تقوس الساقين؟
خلال تجربتي مع عملية تقوس الساقين أخبرني الطبيب أنه يجب علي أن أتوقع فترة نقاهة طويلة نسبيًا. خلال هذه الفته يجب الالتزام بما يلي:
بعد العملية مباشرة (الأيام الأولى)
يبقى المريض في المستشفى من يوم إلى 3 أيام للمراقبة، خلال هذه الفتره يضع جبيرة أو مثبت خارجي (حسب نوع العملية) لتثبيت العظام. كما يتلقى مسكنات الألم ومضادات حيوية لمنع العدوى. خلال هذه الفتره يشجعه الطبيب على تحريك أصابع القدم والجزء العلوي من الساق لتحفيز الدورة الدموية.
الأسبوع الأول إلى الرابع بعد العملية
يبدأ المريض بالمشي باستخدام العكاز أو المشاية، في هذا الوقت تتم متابعة الجرح للتأكد من عدم وجود التهاب، كما يحدد الطبيب مواعيد للمتابعة وعمل أشعة دورية لمراقبة التئام العظام، أيضًا خلال هذه الفتره ينصح برفع الساقين أثناء الجلوس لتقليل التورم.
في الفتره من الشهر الثاني إلى الثالث
يزداد الاعتماد على الساقين تدريجيًا مع تقليل استخدام العكاز. يبدأ برنامج العلاج الطبيعي بتحسين مرونة المفاصل وقوة العضلات، في هذه الفتره يختفي معظم التورم والألم ويشعر المريض بتحسن ملحوظ في شكل الساقين وثبات المشي.
بعد مرور من 3 إلى 6 أشهر من العملية
يلتئم العظم بشكل شبه كامل ويمكن للمريض العودة إلى حياته اليومية بشكل طبيعي، كما يمكنه ممارسة الرياضات الخفيفة بعد موافقة الطبيب.
تعرف اكثر علي علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة
كيف يمكن علاج تقوس الساقين للاطفال؟
خلال تجربتي مع عملية تقوس الساقين سالت الطبيب عن طريق علاج تقوس الساقين عند الأطفال، فوضح لي الطبيب أن علاج هذه المشكلة عند الأطفال تعتمد على بعض العوامل الهامة منها شدة الحالة فالحالات الخفيفة تتطلب أي علاج وتشفى بشكل طبيعي، بينما الحالات المتوسطة تحتاج إلى بعض أساليب العلاج التي سنناقشها في الفقرة التالية والحالات الشديدة تحتاج إلى الجراحة. خيارات العلاج المناسبة تقدم من قبل طبيب محترف مثل دكتور أحمد الجندي. خيارات العلاج هي:
- المراقبة
يولد العديد من الأطفال بانحناء الساقين وغالبًا ما يستقيم الوضع تلقائيًا مع نموهم، لذا هنا وفي الحالات الخفيفة يمكن للطبيب مراقبة الحالات ورؤية التغيرات التي تظهر عليهم كل 6 اشهر.
- معالجة الأسباب الكامنة
إذا كان تقوس الساقين ناتجًا عن حالة أكثر خطورة مثل الكساح أو مرض بلونت، فسيركز العلاج على المرض الكامن مثل زيادة تناول فيتامين د والكالسيوم.
- الأجهزة التقويمية
في الحالات التي تزداد فيها انحناءات الساقين قد يوصي الطبيب باستخدام جهاز تقويمي أو دعامة تصحيحية للمساعدة في توجيه الساقين إلى وضعية أكثر استقامة.
- الجراحة
في حالات تقوس الساقين الشديد أو المزمن تكون الجراحة خيارًا فعالًا، تشمل الجراحة المتاحة في هذه الحالة:
- جراحة النمو الموجه لإبطاء نمو الجانب الداخلي من الركبة.
- قطع العظم (قطع وإعادة تثبيته) لتصحيح محاذاة الطرف.
هل عملية تقوس الساقين تزيد الطول؟
نعم، عملية تصحيح تقوس الساقين قد تؤدي إلى زيادة بسيطة في الطول، لكن هذه الزيادة ليست هدف العملية الأساسي، بل نتيجة جانبية ناتجة عن استقامة محور الساقين بعد إزالة الانحناء.
تفسير هذه الزيادة كالتالي: عندما تكون الساقان متقوستين فإن طول الساق يقاس على شكل قوس، أي أقصر قليلًا من الطول الفعلي للعظم إذا كان مستقيمًا، بعد تصحيح التقوس واستقامة الساق، تصبح العظام في وضع مستقيم رأسي، مما يزيد الطول الظاهر بمقدار 1 إلى 3 سنتيمترات تقريبًا في أغلب الحالات.
تعرف ايضا على: اسعار المفاصل الصناعية فى مصر
كم مدة عملية تقوس الساقين؟
خلال تجربتي مع عملية تقوس الساقين أخبرني الطبيب أن مدة جراحة تقوس الساق مختلفة من مريض لآخر، ولكنها عادةً ما تستغرق مدة حوالي ساعة إلى ساعتين لكل ساق، كما أخبرني أن بعض التقنيات قليلة التوغل تكون مدتها أقصر.
في الختام تجربتي مع عملية تقوس الساقين كانت من أفضل التجارب التي أشجع من يعاني من هذه المشكلة ونصحه الطبيب بها بخوضها، فهذه العملية لم تعد لي الاستقامة فحسب بل أعادت لي ثقتي في نفسي مرة أخرى؛ ولأن هذا الإجراء دقيق أنصح من هم بحاجة إليه للخضوع له مع دكتور محترف مثل دكتور أحمد الجندي والذي يمكن حجز موعد معه على الرقم التالي (01273930935) او (01212955882).
أقرأ المزيد عن: علاج اختناق عصب اليد
